في مرحلة ما، عانى الكثير منا من الفراغ. لكن قلة قليلة من الناس تعرف السبب وراء ذلك. وعدد أقل من الناس يعرفون كيفية ملء هذا الفراغ. لكننا نقضي حياتنا في محاولة...

باعتبارنا بشرًا معيبين، فإننا غالبًا ما نخجل من إنسانيتنا. نحاول بكل الطرق أن نمحوها. نبحث عن أي وسيلة للاختباء من جراحنا وتخدير الألم. ولكن ماذا لو لم نضطر إلى الاختباء؟ ماذا لو أصبح جرحنا هو الباب لفهم أعمق لأنفسنا ولله؟ ماذا لو كان لكل جرح غرض وأن عملية الشفاء تجعلنا أقوى؟

إن هذه الحياة ورحلتنا بأكملها هنا ليست غاية في حد ذاتها. إنها عملية هادفة، صممها الله لتشكيل قلوبنا. ولإعداد أرواحنا للقاء الأخير معه. يجب أن نسمح لهذه العملية بتنقية أنفسنا وإعادة تشكيلها. وجراحنا جزء من هذه العملية. ستؤلمنا. ستبدو وكأنها النهاية في كثير من الأحيان. لكنها ليست النهاية. ستستمر رحلتنا ويمكننا أن ننهض من آلامنا أقوى.

وفي النهاية، لن يكون الأمر متعلقًا بكيفية سيرنا تحت الشمس، بل بكيفية تعاملنا مع العاصفة. ولن يكون الأمر متعلقًا بكيفية ركضنا.

سيتعلق الأمر بكيفية سقوطنا، ثم نهضنا مرة أخرى.

يدور هذا الكتاب حول إيجاد القوة في الله وفي قدرتنا على أن نكون بشرًا وجميلين في الوقت نفسه ـ معيبين وملهمين في الوقت نفسه. إنه رحلة إلى فهم أننا نعاني من عيوب بسبب التصميم حتى نتمكن من إيجاد القوة والجمال بالاعتماد كليًا على ما هو خالٍ من العيوب.

يدور هذا الكتاب حول معرفة سبب معاناتنا وكيفية منع الألم من تدميرنا. إنه دليل روحي ونفسي للشفاء والنمو من خلال آلامنا. إنه يتعلق بإيجاد السلام والغرض، بغض النظر عما مررنا به.

نحن نعيش في عالم حيث في اللحظة التي نشعر فيها بالألم، نجد أنفسنا محاطين بعدد لا يحصى من المهدئات، التي تعدنا بأخذ الألم منا. الجنس، والمخدرات، والكحول، والمادية، والاستهلاك هي بعض من العديد من المهارب التي نستخدمها لصرف انتباهنا عما يؤلمنا في حياتنا. ويستخدم بعضنا مهدئات أخرى. يحاول بعضنا أن يضيع نفسه في عمله وحياته المهنية. يحاول بعض الناس ملء الفراغ من خلال "العيش على الإنترنت". ننفصل عن حياتنا الحقيقية وعلاقاتنا الحقيقية من أجل الاختباء في عالم وسائل التواصل الاجتماعي الزائف، أو في أجهزتنا وتقنياتنا. نصبح معتمدين على اندفاع الدوبامين الفوري والمؤقت للموافقة الاجتماعية. نبدأ في الرغبة في الإعجابات والمتابعين ومشاركة جوانب حميمة من حياتنا في المجال العام، في انتظار التعليق والثناء. في انتظار أن يُرى - حتى لو كان من قبل غرباء تمامًا.

ومع ذلك، فإننا نصبح دائمًا أكثر فراغًا وعزلة.

لكي ننجح في هذه الحياة والآخرة، يجب أن يكون لدينا فهم للشفاء. الخطوة الأولى في الشفاء يجب أن تكون تشخيص السبب الجذري لألمنا. الخطوة الثانية هي إزالة الحواجز التي تحول دون الشفاء. الخطوة الثالثة هي علاج الجرح بالأدوية اللازمة. وأخيرًا يجب أن نحافظ على الجرح نظيفًا من خلال التأكد من أن بيئتنا ليست سامة.

تفاصيل:

• الناشر ‏ : ‎ دار نشر إيديفاي (9 أبريل 2022)
• غلاف ورقي : 242 صفحة
• رقم الكتاب الدولي المعياري-13 ‏ : ‎ 979-8985291810