عن الكتاب

كتاب آداب العزلة للغزالي هو الكتاب السادس في ربع العادات في عمله الضخم المعروف باسم إحياء علوم الدين. يركز هذا الكتاب على قضية العزلة أو الاعتزال عن المجتمع، والمناقشة الرئيسية في هذا الكتاب هي مسألة ما إذا كان من الأفضل الانخراط في الاختلاط الاجتماعي (المخالطة) أو عزل النفس عن المجتمع للتركيز على تكامل العلاقة مع الله.

وفي معرض حديثه عن هذه المسألة، يستعرض الغزالي فوائد ومخاطر العزلة العديدة، ويضع القواعد التي تهتدي بها من يختار هذا الخيار. ويوضح أن العزلة وإن كانت تتوقف على عوامل كثيرة، فإن أهمها نية الإنسان وهدفه من العزلة. فإذا لم يكن الغرض الوحيد من العزلة التقرب إلى الله، فإنها تصبح طريقاً ضاراً لخداع النفس.

ورغم أن كتاب آداب العزلة يقوم على تناول قضية الإشباع الروحي في السياق الإسلامي، فإن الغزالي يقدم لنا رؤيته العميقة للحالة الإنسانية التي تتعلق بالمسلمين وغير المسلمين على حد سواء. ولعل هذا هو أحد الجوانب الجذابة في كتاب الغزالي، لأنه يتعمق في النفس البشرية لتفسير سلوك إخوانه المسلمين. وعلى هذا النحو، فإن القارئ مدعو إلى الشروع في هذه الرحلة من خلال قلب وعقل مسافر روحي.