عن الكتاب

كتاب الغزالي في النية والإخلاص والصدق هو ترجمة للفصل السابع والثلاثين من كتاب إحياء علوم الدين. ومثل كتاب الغزالي في الصبر والشكر، يقع هذا الفصل في آخر كتاب من كتبه. من أقسام الإحياء الأربعة، وهو القسم الذي يتناول الفضائل أو ما يؤدي إلى النجاة. وهنا يتناول الغزالي موضوعاً بالغ الأهمية، وهو موضوع النية، الذي له أهمية بالغة في الإسلام.

يقول الغزالي: كيف يتحقق من قصد من يجهل معنى النية، أو كيف يتحقق من إخلاص من يجهل معنى الإخلاص، أو كيف يدعي الصدق مخلصاً إذا لم يتحقق من معناه؟ ويتضمن كتاب الغزالي في النية والإخلاص والصدق مقدمة تضع الموضوع في سياق الأخلاق الإسلامية.

عن المؤلف

ولد الإمام أبو حامد محمد الغزالي سنة 450 هـ (1058 م) في مدينة طوس الإيرانية، ودرس الشريعة وعلم الكلام في المدرسة السلجوقية بنيسابور، وأصبح أستاذاً بارزاً في الجامعة النظامية الشهيرة ببغداد.

وعلى الرغم من نجاحه الباهر، إلا أنه كان غير راضٍ داخليًا، فترك حياته المهنية ليعيش حياة الشدة والامتناع والتفاني في العبادة. وخلال عشر سنوات من التجوال، شهد تحولًا روحيًا، حيث وصلته الحقيقة أخيرًا، كشيء تلقاه وليس شيئًا اكتسبه.

وبفضل ما يتمتع به من يقين داخلي، فقد سخر قدراته المتميزة ومعرفته الواسعة لمهمة إحياء التقاليد الإسلامية برمتها. ومن خلال اتصالاته الشخصية المباشرة، ومن خلال كتاباته العديدة، أظهر كيف يمكن، بل وينبغي، أن يتم توجيه كل عنصر في هذا التقليد إلى غرضه الحقيقي.

كان الإمام الغزالي يُشار إليه بحب باسم "حجة الإسلام"، وهو يُكرم كعالم وقديس من قبل الرجال المتعلمين في جميع أنحاء العالم، ويُشاد به عمومًا باعتباره المفكر الأكثر تأثيرًا في الفترة الكلاسيكية من الإسلام.

توفي سنة 505هـ (1111م).