عن الكتاب: إن فعل الاستغفار هو الذي يمنحنا الفرصة التي نحتاجها بعد أن نشعر بالإرهاق من عبء الخطيئة. فالاستغفار يعني مخرجًا، وفرصة ثانية، وشعورًا بالأمل يمكننا من خلاله فتح صفحة جديدة في الحياة. ومن خلال الاستغفار نبدأ في فهم أنه لا يوجد سبب على الإطلاق لليأس من رحمة الله. يشجعنا الإسلام على عدم الهروب خوفًا من الله، بل التوجه إليه بنفس الطريقة التي يركض بها الطفل إلى حضن أمه. وبكل حب، يخاطب الله تعالى عباده المذنبين: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ اسْتَغْرَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فَتُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ". ( القرآن 39:53-54)

هذه المجموعة التي تتألف من سبعين دعاءً للاستغفار تُنسب إلى أحد أعظم علماء الدين في الماضي، الحسن البصري، وقد قُدِّمَت هنا لتقدم لنا وسيلة للتنقل عبر تعقيدات ومصائد هذه الحياة. وقد تم تقديمها بخط عربي، مع ترجمة مجاورة باللغة الإنجليزية، كما تتضمن هذه الطبعة أيضًا ترجمة الأدعية لتسهيل قراءتها لمن لا يجيدون اللغة العربية.

نبذة عن المؤلف: ولد الحسن البصري سنة 21 هـ ونشأ في بيت أم سلمة رضي الله عنها، وأتيحت له فرصة العيش مع كثير من الصحابة رضي الله عنهم. وقد تفوق بعلمه من القرآن والحديث على كل علماء عصره. يقول ثابت بن قرة: "كان في علمه وورعه، وحلمه وصبره، وصراحته وسعة صدره، وبصيرته وحكمته أشبه بالكوكب الثاقب". والسبب في أن كلمات الحسن البصري كان لها وزنها بين مستمعيه هو أنه لم يكن مجرد واعظ، بل كان رجلاً يتمتع بخلق ونفس نبيلة. وكانت خطبه تتمتع بجاذبية لا يستطيع أي معلم أو عالم آخر من أهل البصرة أو الكوفة أن يتفوق عليها. وكلما حاضر عن الآخرة أو وصف أيام الصحابة رضي الله عنهم، كانت عيون مستمعيه تذرف الدموع. ولما توفي يوم الجمعة 5 رجب سنة 110 هـ عن عمر يناهز 89 عاماً، شيعه أهل البصرة جميعاً، حتى إنه لأول مرة في تاريخ البصرة بقي مسجدها الجامع خالياً عند صلاة العصر.

المؤلف : الحسن البصري
المترجم: عبد الرحمن بن يوسف
الناشر: White Thread Press
الصفحات: 92
الغلاف: غلاف ورقي