عن الكتاب

كتاب ذم الدنيا هو الكتاب السادس والعشرون من بين أربعين كتاباً من كتب إحياء علوم الدين، وهو أول خمسة كتب ذم فيها أخطار معينة، أما الكتب الأخرى فهي: ذم الجشع وحب المال ؛ ذم الشهرة والتظاهر المنافق ؛ توبيخ الكبرياء والغرور؛ و توبيخ الغش .

يتناول هذا الكتاب أوسع موضوع وهو الدنيا، في حين تتعمق الكتب التالية في سماتها المحددة. ويتناول الغزالي موضوع الدنيا من أوسع منظور ممكن، وهو مدى وجودنا في الدنيا نسبة إلى الأزل وإلى الأبد في الآخرة. ورغم أن حياتنا هنا ضئيلة من حيث الوجود، فإن هذا الوقت واختياراتنا حاسمة لمصيرنا في الحياة الآخرة.

يتناول هذا الكتاب الموقف الصحيح الذي ينبغي أن نتخذه تجاه هذا العالم، ومخاطره على سلامتنا الروحية، ومشتتات انتباهنا وانشغالاتنا، والأهم من ذلك كله، تهديده لمستقبلنا في العالم الآخر. ويتناول الغزالي هذا الموضوع في مقدمة وخمسة فصول؛ من خلال الأحاديث والآثار والأمثال، حيث يصور ببراعة مخاطر هذا العالم من حولنا. والفصل الأخير عبارة عن تأمل في سبب عدم قدرة الناس على العيش في عزلة بعيدًا عن المجتمع، وحاجة الناس إلى التفاعل مع الآخرين، وكيف يؤدي هذا إلى نشوء الانشغالات في هذا العالم ودورها وتأثيرها على المجتمع ككل.

إن كتاب ذم الدنيا، وهو الكتاب السادس والعشرون من سلسلة إحياء علوم الدين، يسعى إلى إقناع قارئه بحماقة الملذات والممتلكات الدنيوية. ولتحقيق هذه الغاية، يبدأ الغزالي بمجموعة من النصوص الإسلامية الأولية التي تتحدث عن مخاطر هذا العالم من زوايا مختلفة. ثم يضيف إلى هذه المجموعة أربعة عشر استعارة لهذا العالم توضح طبيعته الغادرة. وفي قسم ثالث، يقدم الغزالي مبررًا أصليًا للتخلي عن الملذات الدنيوية، ويزود قارئه بمخطط لتحديد ما يشكل "هذا العالم" بالمعنى الأكثر خطورة. وفي قسم رابع وأخير، يطبق الغزالي نظرية اجتماعية لحصر المهن البشرية الأساسية وتحديد الآليات التي تقود بها هذه المهن الناس بعيدًا عن الله.